Thursday, May 25, 2006

Shalash's Writings: 'Cheers Iraq!' - 'بـصـحـة الـعـراق'

كتابات - شلش العراقي


ايها الاخوة  دعيت ومجموعة من ابناء عمومتي واخوالي وجيراني ، مع حشد كبير من ابناء مدينتنا الى اداء صلاة مشتركة مع اهلنا ، ذهبنا الى هناك واستقبلونا بحفاوة وود ومحبة ليست بجديدة عليهم ، تجاذبنا اطراف الحديث بيننا وتحدث بعض الاخوة من رجال الدين عن ضرورة هذه اللقاءات الحميمية ، وهذه اللقاءات ايها السادة ،هي  ليست حفلات تعارف ولا جلسات مصالحة بين طرفين متخاصمين ، انما هي باعتقادي المتواضع رسائل مهمة لاولئك الذين يعملون في الظلام لتلويث اخوتنا العميقة ، والتي ورثناها عن ابائنا واجدادنا و امتد وجودها منذ وجود انسان وادي الرافدين على هذه الارض ، بعد الانتهاء من الصلاة المشتركة تعانقنا ونزلت دموعنا وانزل الله على قلوبنا رحمته وطمأنينته ،


 الله مااجمل محبتنا وتآخينا الذي يغيض الاعداء وينكد عليهم  عيشتهم ، فرحت بدموعي كما فرحت بدموع الاخرين وادركت عظمة قلوبنا ، العراقيون يااخوان اصحاب قلوب رحيمة وطيبة وعلى نياتها ، لكن الظلاميون يريدون قتل اجمل واحلى صفاتنا ، لعنهم الله واعادهم الى جحهورهم خارج الحدود،


في طريق العودة كان معنا لسوء حظي عمي شناوة وفي نفس السيارة التي انحشر فيها اكثر من ثلاثين راكب ، ووسط هذا الجمع الخيّر صاح على شناوة  بصوت عال : ها شلش شفت الصلاة شكد حلوة ، بالله بشرفك مو احسن من ( ذيج الشغلات ) ؟ ،


طبعا الجميع فهموا معنى( ذيج الشغلات ) فمنهم من اطلق ضحكة عالية ومنهم من ابتسم ، ومنهم من تعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم ، والتفتوا الي ليشاهدوا علامات الاحراج التي سببها هذا العم الارهابي ،


اطرقت رأسي للارض خجلا واحمرت وجنتاي (هاي جذب) ، وظلت كلمات شناوة تطن في راسي ، فتذكرت (ذيج الشغلات) التي يقصدها شناوة والتي تعني العرق والبيرة واللبلبي والجاجيك ومشتقاتها ، تذكرت البارات وايامها البهية ، وكيف اننا اهل العرك عراقيين بكل معنى الكلمة ، لاننا خلصنا حياتنا نسكر سكرة  مشتركة تظم جميع فئات الشعب وتكويناته ، وبدون اي تمييز ، وكنا كذلك وبعد الربع الاول من عرق العصرية ابو القبغ الاسود ، يشتغل بيناتنا البوس والعناق الذي يبدأ بعد عبارة:


-  اني مادري وين شايفك ،


واننا في البارات ايها الاخوة الذين لم يتشرفوا بدخولها من قبل ، احبة واخوانا لاننا بصراحة عراقيين فقط  ،لانعرف من هو السني والشيعي والصابئي والكردي والتركماني  الجميع عراقيين وبس ، بدليل انه ليست هناك بارات شيعية وبارات سنية ، وكان ميخائيل ابو البار الذي يسهر على راحتنا وخدمتنا يحبنا جميعا و طالما قدم لنا شرابا بالدين وهو لايعرف عنا شيئا غير اننا حبابين لانكذب ولا نخلف وعدا ونحترم كلمتنا ،كنا نسكر سوية ونغني سوية ونستمع الى قصص العشاق الفاشلين عندما يتقدمون من طاولاتنا ويطلبون "شخاطة " ثم ندعوهم للجلوس لتبدأ الاسطوانة الخالدة :


- صارلي سطعش سنة احبها وتاليها تزوجت ابن خالتها الفيترجي


يشتغل التدخين والحسرات والاهات  حتى ينبري اخر بالقول


- لك انت زين سطعش سنة ، اني ربيتها بين ايدية ولكيتها فوك السطح .....


وتستمر القصص الحقيقية والوهمية  حتى ينطلق صوت غناء احدهم من زاوية ما في البار ،


"يصبرني المايدري بعلتي ويكَلي تهون


عشرة وشيبّت باولها ..  تاليها شلون "


يشتغل طك الاصابع وجيب ربع اودي ربع لنص الليل.


وانا هنا ايها السادة الافاضل ، لاادعوا الحكومة الوطنية الى بناء بارات كبيرة للعراقيين للحفاظ على اخوتهم ووحدتهم الوطنية  فالاخوة  والوحدة موجودة ومتينة ان شاء الله ، ولكن اردت ان اقول -


- كلشي بوقته حلو


وبهذه المناسبة الكريمة وبصحة العراق الرائع ابو الطيبة والكرم ،عراق المحبة والاغاني ، عراق العشاق المجانين ،عراق العراقيات الحلوات ،بهذه المناسبة ،ارفع كاسي تحية لكم ابناء العراق الجميل  اينما كنتم ، والكَعدة وياكم حلوة بس لازم اكَوم ، لان منع التجول راح يبدي وبيتنا كلش  بعيد ،

 

1 comment:

  1. Anonymous15/7/06 18:50

    من اجمل ما قريت بحياتي ودموعي كامت تنزل غصبن علي

    ReplyDelete