Wednesday, March 07, 2007

A Kidnapping - إختطاف

إختطاف!

في تشرين الاول (اوكتوبر) الماضي، أقامت "الرابطة القلميَّة الجديدة" التي يرأسها الشاعر الكبير الاخ يوسف عبد الصمد ويرعاها سعادة السفير الدكتور الشاعر عبد الرحمن الجُدَيع - أقامت حفلاً في نيويورك لتكريمي انا كشاعر. وكنت انا أكثرَ المتعجّبين لذلك!

أنا انظم الشعر فعلاً، لكنَّني  مقل ولم اتفرَّغْ للشعر قطّ. على كلّ حال، طغتْ محبة اخواني واصدقائي في "الرابطة القلمية الجديدة" على قرارهم، وكان ذلك لي شرفًا عظيمًا. وكانت أُمسية لن انساها ما حييت. إلا انني لم استطع في حينه ان اقدّم مايليق. كنتُ اريد ان اقدم قصيدة جديدة بالمناسبة، لكنّ ظروفي لم تُتحْ لي فرصةً لذلك، فاضطُررتُ لأَن أقرأ مختاراتٍ من قصائدَ قديمةٍ. ومع ذلك، كان كرم القائمين على "الرابطة" كبيرًا، فقبلوا ذلك منّي برحابة صدر.

وفي صباح اليوم التالي للحفل، استيقظتُ وفي رأسي مطلع قصيدةٍ لشكرهم على كلّ ما فعلوه. اضفت الى المطلع بيتين آخرين في ذلك الصباح، ثم أكملتُها مؤخَّرًا لتقديمها الى عزيزي الشيخ يوسف هذا اليوم ، وإليكم، في هذا الحفل الذي تُقيمه "مؤسسة الحوار" في واشنطن

 

أسرتموني وبعضُ الأَسر تحريرُ

 

وقد تقود الى العزِّ المقاديرُ

نَصَبتمُ لي "كميناً" من محبتكم

 

وفي المحبة تحفيزٌ وتخديرُ

"فخَّختمُ" الشعرَ سحرًا فانجذبتُ له

 

كما تحطُّ على الفخِّ العصافيرُ

وجدتُني فيه لا حدٌّ لدائرتي

 

والافقُ خارجَه ضيقٌ وتحجيرُ

بوّأْتموني مقاماً فوق منزلتي

 

كأنَّهــا طُـوّعت فيّ المعـاييرُ

لا أَدّعي أنَّني في صفِّكم ابدًا

 

لكنْ مع الودِّ للتفضيل تبريرُ

 

 

 

صرنا نسافر أحيانًا بعالمنا

 

الشعر مركبُنا، لا الخيل والعِيرُ

نطير في الأُفق حينًا فوق أَجنحةٍ

 

من القريض لهــا وقـعٌ و تأثيرُ

وتارةً ننكفي غوصاً بانفسنا

 

بقاربَين هما: حِسٌّ وتفكيرُ

وننثني في أَيادينا تُرى دُرَرٌ

 

سبكٌ وحبكٌ وموسيقىً وتصويرُ

 

 

 

رفاقَ روحي وان كانت صداقتنا

 

حديثةً لم تعمِّدْها الاعاصيرُ

لكنَّها وُلدتْ عفوًا بلا غرضٍ

 

وما أَضرَّ بها نأْيٌ وتغييرُ

عذراً اذا لم يَرِدْ قولي بموعده،

 

فربَّما يستزيد الخيرَ تأْخيرُ

فإنَّكم دائمًا في القلب موضعُكم

 

وإنْ بدا لكمُ بُعدٌ وتقصيرُ

واسَيتموني... جُزِيتُم خيرَ عاقبةٍ

 

إنَّ التعاطف للاحزان إكسيرُ

أُفيق كلَّ صباح مُوقِظًا أملي

 

لكنْ بغير المنى تأتي الأَخابيرُ

قومي وأهلي أراهم خَطبُهم جللٌ

 

قتلٌ ونهبٌ وترويع وتهجيرُ

 

 

 

ذكرتُ عهد صِبًا قطَّعتُه ثَمِلاً

 

والناسُ في نعمةٍ والكلُّ مسرورُ

على الفرات أُقضِّي الصيف مغتبطًا

 

إذ يضحك النخلُ أَو تبكي النواعيرُ

ودجلةُ الخير تَدعونا فنقطعُها

 

سباحةً ليس تَثنينا المحاذيرُ

وفي مرابعِ بغدادَ التي عَجمَتْ

 

عودي وما استُنفِدَتْ فيها المشاويرُ

اذ ذاك كانت تُراعى حرمةٌ ويُرى

 

للجار في جاره حقٌّ وتقديرُ

والناس من شيعةٍ أَو سُنَّةٍ أَلفوا

 

شراكةَ العيش لا لعنٌ وتكفيرُ

من اليهود أَلفنا جيرةً ومنِ ابْـ

ـ

ـناء المسـيح أتـى وعيٌ وتنويرُ

والصابئون بنو النهرين جذْرُهمُ

 

في الأَرض يمتدُّ تُرسيه الزبابيرُ

كنَّا إذا صاح يومًا: "آهِ" واحدُنا

 

هبَّتْ إليه تواسيه الجماهيرُ

 

 

 

فجاءنا قاتلُ الأفراح من نَفَرٍ

 

خيرُ الصفات بهم كِذْبٌ وتزويرُ

فمجَّد العُرْبَ قومًا وهو خائنُهم

 

وجرَّد الدين سيفًا وهو خنزيرُ

وسخَّر الجهل في حربٍ مُشرَّعةٍ

 

وفي الجهالة تخريبٌ وتدميرُ

وصيَّر الحُكمَ حِكرًا في جلاوزةٍ

 

على أساس سقوط الذِمَّة اختِيروا

فمَن تخوَّفَ يخشى فتكَ مقصلـةٍ

 

ومن تجشَّع تَشريه الدنانيرُ

ومن تمنّع لا خوفٌ ولا جشعٌ

 

يموت صلبًا بأيديه المساميرُ

حتى غدا الوطنُ المنكوب في دَرَكٍ

 

لم تروِ أمثاله حتى الاساطيرُ

سارت اليه جيوشٌ كي تحرِّره

 

خيارُ أبنائِهِ قالوا لهم: سيروا

فغارَ كلُّ حَقودٍ هادرًا دمَنا

 

وصاح كلُّ جهولٍ: دونكم غيروا

أَعانَهم ما بنا من جهل إخوتنا

 

بصائرٌ لم يُفِدْها اليومَ تبصيرُ



 



آهٍ عليك ولَهْفي فيــك يا وطني

 

في ظلمة الليــل، خانتك النواطيرُ

واسَيتموني... جُزيتم خيرَ عاقبة

 

وفي مواساتكم دَعْمٌ وتصبيرُ

عزاؤنا أَنَّ حبلَ الجهلِ منقطعٌ

 

والناسُ ينفعُها علمٌ وتطويرُ

لسوف نعمل في حَزْمٍ وفي جَلَدٍ

 

إذا صمدنا ستأتينا التباشيرُ

 

سمير شاكر الصميدعي    

24 كانون ثاني (يناير) 2007

www.sumaidaie.com